انها جميله .. هذا النوع من الجمال الذي يستقبلك بضجه تملأ عينيك..
وقد تمل الضجه بعد قليل ولكنك لا تستطيع ان تحول عينيك عنها ..
وهي ذكيه .. هذا الذكاء الذي يعجز عن اخفاء نفسه , فيبدو
صارخا يخيفك احيانا , ويثيرك احيانا .. وقد تسخر منه !
وهي غنيه .. لم تضطر يوما للكفاح , ولم ينقصها يوما شيء ..
وهي مؤمنه بالفضيله , والعفه والطهر .. لم يستطع انسان أن يدفعها للسقوط
ولم تحاول يوما ان تسقط .
وسارت بكل ذلك بالحياه .. بجمالها , وثرائها , وفضيلتها ..
ولم تكن تريد من الحياه الا شيئا واحدا , هو ان يعترف
لها الناس بما تملك .. ان يتحدثوا دائما عن جمالها , وعن ثرائها ,
وعن فضيلتها .. لم تكن تطيق ان يكف الناس عن الحديث عنها ..
أو ان ينساها الناس , أو يهملوها , أو يجدوا شيئا غيرها يتحدثون عنه...
ولكن الناس من طول ما عاشت بينهم , كفوا عن الحديث عنها لم يعد جمالها ,
ولا ذكاؤها , ولا عفتها , شيئا جديدا يستحق الحديث ..
وادعت انها اصبحت من هواة الرياضه .. وبدأت تذهب كل يوم الى
النادي لتلعب الجولف .. ولم تكن تحب الجولف , ولكنها كانت تحب
ان يراها الناس تلعبه .. ولم تكن تهتم باللعبه , ولكنها كانت تهتم بالثوب
الذي ترتديه عندما تلعب .. وتحدث الناس عنها وعن الجولف , أسبوعا
واسبوعين , ثم كفوا عن الحديث !
وفكرت في شيء اخر جديد يتحدث عنه الناس .. فادعت انها من هواة
الادب وكتابة القصص .. وبدأت تكتب قصصا وترسلها للمجلات ,
فلا تنشر ..
فبدأت تحمل القصص وتذهب بها الى رؤساء التحرير لعل جمالها وذكاءها
وغناها يدفع اسمها الى الصفحات .. ونشرت قصه وقصتين .. ثم توقف النشر
لتفاهة القصص .. فبدأت تدفع من مالها ثمن نشر قصصها .. وبدأ الناس يتحدثون ..
ويشيرون اليها .. ولكن مضى شهر وشهران ثم لم يعد أحد يتحدث ولا يشير ..
ان الألسنه تحتاج الى حطب جديد , لتشتعل ..
وألقت في جحيم ألألسن بنوع خطر من الحب .. بدأت تبدو أمام المجتمع كسيده
مستهتره لا يهمها أحد .. بدأت تختار من الازياء أغربها و أكثرها جذبا للعيون ..
وبدات تتعمد مشيه خاصه ومثيره .. وبدات تواظب على الظهور في كل حفله
راقصه , وفي كل مكان تدق فيه موسيقى " الجاز " , ودائما معها
شاب .. وعندما تراقصه تضع خدها على خده , وتتركه يضغط صدرها
الى صدره , ويدس أنفه في طيات شعرها ..
وقد ترونها في احدى الليالي .. وعندما ترونها , لا تظلموها ..
انها لا تزال فاضله , عفه , طاهره .. فقط , هي تريد ان يتحدث الناس عنها ..
كلمات جدا اعجبتني واحببت ان انقلها هنا
لاحسان عبد القدوس
المفضلات