وقال إسماعيل بن إسحاق المعروف بالمنادي :
وحاكت له الأنداء وشيا منمهما
كأن نظمه من فاخر التبر والدر
تخال به نور الربيع كواعبا
عليها أكاليل اليواقيت فالشذر
إذا ما نسيم الريح هبت بصحنه
فملن كما مال النزيف من السكر
يعانق بعض بعضهن تأودا
تعانق معشوقين كانا على هجر
ويسقين دمعا من عيون كأنها
عيون مها يرعدن من شدة الذعر
وقال عبيد الله بن يحيى بن إدريس الوزير :
يغازل عين الشمس حتى ترى لها
إليه حنين المستكين من الوجد
إذا اشتهت الأنفاس طيب نسيمه
أتاها به من نافحات الصبا مهد
فإن مجال العين في رونق الضحى
عليه مجال اللحظ في زهر الخد
إذا ما جنينا منه حكى لنا
تورده ما في الخدود من الورد
وقال أبو بكر ابن هذيل في قضبان الرياض وهبوب الرياح عليها :
هبت لنا ريح الصبا فتعانقت
فذكرت جيدك في العناق وجيدي
إذا تألف في أعاليها الندى
مالت بأعناق ولطف قدود
وإذا التقت بالريح لم تبصر بها
إلا خدودا تلتقي بخدود
فكأن عذرة بينها تحكي لنا
صفة الخضوع وحالة المعمود
تيجانها طل وفي أعناقها
منه نظام قلائد وعقود
فترشني منه الصبا فكأنه
من ماء ورد ليس للتصعيد
فكأنما فيها لطيمة عاطر
فتثير نارا في مجامر عود
شغلت بها الأنداء حتى خلتها
يبسطن أندية بها للصيد
وتجلببت زهرا فخلت بأنها
فوقي نثائر نادف مجهول
ثم وصف ذباب الروض فقال :
وتمتعت بذبابها فرياضها
لبست كمثل المرتع المورود
غنى فأسمعني وغاب فلم تقع
عيني عليه في الكلا المنضود
فكأن وتر الموصلي ومعبد
بيديه فهو يصوغ كل نشيد
يرقة إلى ورق الكلا وكأنما
حيزومه من لمة المولود
فكأنه متشهد أو حاسب
فنك بعقد حسابه المكدود
المفضلات