رغبة مجنونة
أنت أيها الإنسان وبكل بساطة تريد كل شيء
تريد السيارة ثم تحصل على السيارة
ثم تريد المنصب فيكون لك المنصب
وتريد المنزل وتمتلك المنزل
وتريد الزوجة وتتزوج بامرأة جميلة
وفجأة يصبح الكل في نظرك بدون معنى مرة أخرى
ترى ما الذي حدث ؟
أن عقلك فقد إحساسه بما حصلت عليه ..
فالسيارة أصبحت قديمة..
والزوجة هناك من هي أجمل منها
والبيت هناك ماهو أفخم منه
وكل يوم هناك جديد.. وهناك مثير
ولكن لم تعد هناك استثارة بعد
فالإثارة كانت في الحصول عليها فقط
حتى لقد أصبحت ثملاً بالرغبة التى امتلكتك
حتى أنك نسيت فراغك الداخلي
والآن الرغبة تحققت ،
وهاهي السيارة فى الطريق
والزوجة في البيت
والمال في حسابك في البنك
وكل ماهو جديد تحت يديك
ولكن الإثارة اختفت مرة ثانية
فأنت ..!
تريد ولا تعرف ماذا تريد
تريد أن تشاهد أفلام العالم كلها
وتريد أن تسمع أغاني العالم كلها
وتريد حتى الممنوع والمحرم تريده لأنك تريده فقط لأنك أردته
ألم تشاهدوا من يدفع الملايين من أجل تحفة أثرية أو شراء منديل مغنية
لا تقول أني لا أقدر هذه الأشياء
صدقوني أنها الرغبة التي لن تشبع ..هي مثل وعاء الشحاذ لايمتليء أبداً إذا مالذي يحدث
ها أنت تشعر بالفراغ الداخلي مرة أخرى ، وهو يكاد يأكلك ويبتلعك ..تكاد تبكي.. وتكاد الهموم تقطعك أشلاء
ومرة أخرى تجد أنه عليك أن تخلق رغبة أخرى كي تهرب من هذه الهوة المخيفة والسحيقة والمظلمة والتي لا يكاد ترى فيها بصيص من ضوء
وهذه هي الحقيقة
.. كيف يتنقل الواحد من رغبة لأخرى..
وحياتك تثبت ذلك المرة تلو الأخرى ، كل رغبة باطلة
لأنه عندما تحقق الهدف ، ستحتاج لرغبة أخرى
وصدق الأمام علي حينما قال :
رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً ولو كان لأبن آدم واديين يسيلان ذهباً وفضة لأبتغى لهما ثالثاً.. ولا يملأ جوف أبن آدم إلا التراب
وقديماً قالوا ..القناعة كنز لايفنى
تذكر
إفعل الخير مهما استصغرته
فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة
وأن ممكن إضاءة ألاف الشموع من شمعة واحدة
دون أن ينقص ذلك من عمر الشمعة شيئا
وكذلك السعادة لا تنقص
أو تقل عندما نتقاسمها مع الأخرين
المفضلات